أوضحت نشرة أخبار الساعة أن المؤشرات التي أعلنتها وزارة التجارة الخارجية الإماراتية مؤخرا تشير إلى أن معدلات نمو التجارة الخارجية الإماراتية في الوقت الحالي تزيد على أربعة أضعاف معدلات نمو التجارة العالمية بشكل عام وأن معدلات نمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدولة تتجاوز نحو الضعفين ونصف الضعف بالنسبة إلى معدلات نمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر على المستوى العالمي.

 

وتحت عنوان "حيوية الاقتصاد الإماراتي" قالت إن هذه المؤشرات تعبر عن أن الاقتصاد الإماراتي في وضع قوي وقادر على تحقيق المزيد من النمو والتوسع في حجم الأنشطة كما أنها تعبر من زاوية أخرى عن أن هذا الاقتصاد أصبح ذا قرات تنافسية عالية في الأسواق العالمية للسلع والخدمات ورؤوس الأموال بما يسمح له بالتوسع في هذه الأنشطة بمعدلات تفوق معدلات توسعها على المستوى العالمي وبالتالي الحصول على حصص أكبر في تلك الأسواق العالمية.

 

أداء مطمئن

 

واضافت نشرة اخبار الساعة الصادرة من مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها امس أن قتامة المشهد الاقتصادي العالمي في ظل الأوضاع المالية المتأزمة في العديد من اقتصادات الدول المتقدمة خصوصا في "منطقة اليورو" وحالة التباطؤ الاقتصادي المسيطرة على اقتصادات دول كبرى أخرى وبوادر التباطؤ التي بدت واضحة على بعض اقتصادات الدول الصاعدة.

 

كل هذا يجعل النبرة التشاؤمية هي المسيطرة على توقعات الأداء الاقتصادي سواء كانت هذه التوقعات متعلقة بالأداء الاقتصادي العالمي في صورته الكلية أو بالأداء الاقتصادي على المستوى الوطني لبعض الدول.

 

 وكل ذلك يسلط الأضواء على الأداء الاقتصادي المطمئن للإمارات التي ما زالت قادرة على مقاومة هذا التيار العالمي السلبي وتحقيق ذلك الأداء الإيجابي اللافت للنظر خصوصا في ما يتعلق بالتجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي المباشر.

 

مقارنة

 

وأوضحت أن مقارنة المشهد الاقتصادي العالمي الحالي بالأداء الاقتصادي الإماراتي المبشر تدلل بالتأكيد على أن دولة الإمارات تمتلك من المقومات الاقتصادية الذاتية ما تمكنها من عدم الانجراف إلى أتون "الأزمة المالية العالمية" وأنها أصبحت قادرة على بناء نموذج اقتصادي مميز لنفسها يستطيع أن يفي بشروط النمو المستدام وهو الحلم الذي يراود دول العالم أجمع في مثل هذه الظروف غير المطمئنة.

 

وأضافت النشرة أن هذا الأداء في مثل هذه الظروف الاقتصادية العالمية الضبابية يدلل أيضا بكل دقة على أن الاقتصاد الوطني الإماراتي قد أصبح بالفعل محصنا ضد الأزمات العالمية والمخاطر المرتبطة بها تماما كما أشار أحد التقارير الحديثة الصادرة عن "بنك أوف أميركا ميريل لينش" الذي أكد أن الاقتصاد الإماراتي قد أصبح في الوقت الحالي قويا ومحصنا ضد المخاطر المسيطرة على الاقتصاد العالمي وأن الإمكانات الذاتية لهذا الاقتصاد تحصنه ضد مشكلات التعثر المالي وتحديات التباطؤ التي تعيشها معظم الاقتصادات حول العالم لسنوات طويلة في المستقبل.

 

موقع أفضل

 

أوضحت نشرة اخبار الساعة في ختام مقالها أن المعطيات في مجملها تؤكد أن الاقتصاد الإماراتي يسير في الوقت الحالي في اتجاه إدراك مواقع أفضل على خريطة النظام الاقتصادي العالمي كله ليتحول إلى قوة اقتصادية جديدة تنضم إلى القوى الاقتصادية العالمية الناشئة التي ينظر إليها في الوقت الحالي على أنها العامل الرئيس في جذب الاقتصاد العالمي خارج دائرة التهديد المباشر للأزمة المالية وتداعياتها السلبية خصوصا في الوقت الذي تتراجع فيه قدرات الاقتصادات المتقدمة والصاعدة على القيام بهذا الدور.