أخبارالسعودية
رهان متزايد على قطاع التعدين السعودي رغم قيود محلية وتقلبات عالمية
السبت 26 أبريل 2025 09:27 صباحاً المشاهدة(84)
في وقت تواجه فيه صناعة التعدين العالمية تحديات قاسية، من ارتفاع التكاليف إلى تقلبات أسعار السلع الأساسية، تسير السعودية عكس التيار، مضاعفة رهانها على هذا القطاع باعتباره ركيزة استراتيجية لرؤية 2030. تواصل المملكة الدفع قدماً بقطاع المعادن والتعدين، رغم ضغوط تتعلق بلوائح صارمة، وظروف بيئية وتشغيلية صعبة، وضعف في البنية التحتية، إلى جانب المنافسة العالمية الشرسة، وفق تقرير صادر عن وكالة "إس آند بي".
يأتي هذا بينما تسود مخاوف من أن تؤثر الاضطرابات التجارية العالمية على الطلب على المعادن، وسط ركود متوقع وارتفاع التوترات الجيوسياسية.
وحتى التوترات الجيوسياسية أفرزت فرصاً جديدة للمملكة. فمع تضرر سلاسل التوريد العالمية إثر العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا، واجهت شركتا "إيرباص" و"بوينغ" تحديات في تأمين مواد خام مثل التيتانيوم. في هذا السياق، تسعى "إيرباص" إلى شراء بعض المعادن المستخدمة في تصنيع الطائرات من السعودية، ضمن صفقة أوسع تشمل طائرات عريضة البدن لصالح شركة "الخطوط الجوية السعودية".
استثناء سعودي في مشهد عالمي ضاغط
وتشير التقديرات إلى أن النمو الاقتصادي طويل الأجل في المملكة سيعتمد بشكل متزايد على قطاع التعدين، مدفوعاً بدعم حكومي قوي، وتمويلات ضخمة، واستراتيجية واضحة لتقليل الاعتماد على النفط.
وعلى عكس نظرائها العالميين، تستفيد كبرى شركات التعدين السعودية من حوافز تنظيمية وتمويلية، أبرزها نظام الاستثمار التعديني ومنصات التراخيص الرقمية. كما أن الاستثمارات الرأسمالية في مشاريع مثل "وعد الشمال" وخطط تمويل بـ100 مليار دولار تستهدف المعادن الحيوية، ساعدت في تحفيز الطلب المحلي وتحسين الكفاءة التشغيلية، وفق "إس آند بي".
وتعتزم المملكة الترويج لفرص استكشاف المعادن على مساحة تصل إلى 50 ألف كيلومتر مربع هذا العام، بحسب تصريحات سابقة لوزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف. وأشار وقتها إلى أن برنامج المملكة لتمكين الاستكشاف التعديني دعم بالفعل شركات التنقيب لحفر أكثر من 440 ألف متر مربع.
موارد ضخمة ومشاريع قيد التوسع
تمتلك السعودية احتياطيات معدنية تقدر بـ2.5 تريليون دولار، تشمل النحاس والذهب والفوسفات وعناصر انتقالية نادرة. ويُعد الموقع الجغرافي ميزة تنافسية إضافية، إذ يربط المملكة بأسواق رئيسية في أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وتعمل الحكومة على استثمار 40 مليار دولار سنوياً في مشاريع محلية كبرى عبر صندوق الاستثمارات العامة، في حين تتوقع خطط رؤية 2030 رفع مساهمة قطاع التعدين إلى 75 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، وفق "إس آند بي".
تتصدر شركة "معادن" المشهد بوصفها أكبر شركات قطاع التعدين في المملكة، مسجلة إيرادات تجاوزت 8.5 مليار دولار وأرباح تشغيلية بنحو 3 مليارات دولار في 2024. وتغطي محفظتها مناجم للذهب والفوسفات والألمنيوم والمعادن الأساسية، ويُعد قسم الذهب فيها من الأبرز في المنطقة. وتعمل شركة "منارة للمعادن"، وهي شراكة بين "معادن" وصندوق الاستثمارات العامة، على تطوير مشاريع في النحاس والليثيوم، فيما يسهم القطاع الخاص بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20% من قيمة القطاع، عبر شركات مثل "عجلان وإخوانه" و"أماك" و"نورين".
تحديات قائمة رغم التقدم
رغم التوسع، لا يزال القطاع يواجه تحديات تشمل ضعف البنية التحتية في المواقع النائية، وندرة المياه، والحاجة إلى قوى عاملة ماهرة. كما أن بعض مشاريع التعدين تعتمد على استيراد الخبرات والعمالة، مما يرفع التكاليف التشغيلية، وفق التقرير.
من جانب آخر، ترى "إس آند بي" أن مرونة الشركات السعودية في مواجهة هذه التحديات تعود إلى تماسك ميزانياتها العمومية، ووجود أصول ملموسة مثل المصانع والمناجم، إلى جانب الانضباط المالي، وانخفاض مستويات الديون.
زيادة ميزانيات الاستكشاف
زادت ميزانية الاستكشاف للشركات السعودية على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يسلط الضوء على تركيز المملكة على الاستفادة من إمكاناتها المعدنية، ويتماشى هذا الاتجاه التصاعدي مع خطط رؤية المملكة 2030 الأوسع نطاقاً ويؤكد على الدعم القوي للسياسة، وفق البيانات الأخيرة الصادرة عن شركة "إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس".
ومع استمرار الزيادة في الميزانيات، فإن احتمال اكتشاف موارد إضافية وتوسيع العمليات الحالية يدعم النمو المستدام وطويل الأمد لقطاع المعادن والتعدين في المملكة العربية السعودية. وشهد عدد شركات الاستكشاف العاملة في المملكة ارتفاعاً ملحوظاً إلى 133 شركة في عام 2023، من ست شركات في عام 2020.
المصـــدر: إقتصاد الشرق – بلومبرغ
اخبار متعلقة
المشاهدة(77)
تضمن التقرير السنوي عن "رؤية السعودية 2030" لعام 2024 للمرة الأولى 14 استراتيجية تمثل أدوات تنفيذية للرؤية من ضمنها "الاستراتيجية الوطنية للصناعة". وحسب وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف فإن الصناعة من...المزيد
المشاهدة(63)
تستعد "رؤية 2030" السعودية لدخول مرحلتها الثالثة والأخيرة نهاية هذا العام، وسط تطوراتٍ دولية وإقليمية غير مسبوقة، تتصدرها حرب تجارية تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، ما يعطي لتقرير عام 2024 الذي يرصد أداء مؤشرات...المزيد
المشاهدة(928)
سجلت الصادرات السعودية غير البترولية (شاملة إعادة التصدير) ارتفاعاً بنسبة 14.3% خلال شهر فبراير 2025م على أساس سنوي، في حين ارتفعت الصادرات الوطنية غير البترولية (باستثناء إعادة التصدير) بنسبة 0.7%، وزادت قيمة السلع المعاد...المزيد