هتف عمال شركة الحديد والصلب ضد أعضاء اللجنة النقابية الذين تواجدوا فى الشركة لأول مرة منذ الاعتصام دون أي محاولات منهم لحل الأزمة وتوفير متطلباتهم، ذلك في ظل تجاهل الحكومة لمطالب العمال، مشبهين النقابة بالصورة فقط التي لا تمثلهم ولا تعبر عن آرائهم، لافتين إلى أن النقابة من أتباع حسني مبارك، وأن من قام بتعيينهم هم أمن الدولة، وأنه كان من المفترض إجراء انتخابات نقابية في 2011 إلا أن الانتخابات لم تجر إلى وقتنا هذا.

وقرر العمال تصعيد اعتصامهم، بعد أن نجحوا في الحصول على إذن الداخلية بالتظاهر بميدان "سيمون بوليفار بالأمس الذي لا يحقق أي جدوى، كما استنكر عمال الشركة تجاهل الحكومة لمطالبهم وحقوقهم المشروعة، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام دون توقف العمل لحين الموافقة على مطالبهم. وطالب محمود عبد الرحمن، عامل بالشركة، بضرورة الإسراع في الاستجابة لمطالبهم المشروعة التي لا تمثل أي تيار سياسي معين، مؤكدا عدم رفع أي إشارات سياسية. وأشار عبد الرحمن لمطالب العمال والمتمثلة فى تشغيل الشركة، تزويدها بفحم الكوك، الحفاظ على المنتج بكامل قوته، صرف الأرباح وإلغاء التعسفات، سحب الثقة من النقابة وتحويل مفسديها للتحقيق وفتح ملفات الفساد المتكتم والمتستر عليها إداري الشركة، وإقالة كلا من، زكي بسيوني، وزير الشركة القابضة، ومحمد سعيد نجيدة، رئيس الشركة، الذين شوهوا صور العمال في وسائل الإعلام، مؤكدين أنهم أشرف عمال في مصر . كما أكد، حسن أورنى، عامل، بان ذكي بسيوني، رئيس الشركة القابضة، يقوم بإبلاغ الحكومة والجهات المعنية بخسارة الشركة وسقوطها، وذلك في محاولة منهم لإسقاط الشركة وخصخصتها، بالإضافة إلى تجاهل المسؤولين، الإداريين، وأعضاء النقابة  لمطالبنا . بالإضافة إلى نفي سيد عبد الحفيظ ما تداولته وسائل الإعلام خاصة برنامج "هنا العاصمة للإعلامية لميس الحديدي في برنامجها على قناة ،CBC "، أن العمال المعتصمين ما هم إلا جماعات تنتمي لتيارات سياسية هدفها تعطيل مسيرات الإنتاج وتخريب البلد وإثارة الفوضى". وأكد المهندس محمد عبد الرحيم، أن الإنتاج لم يتوقف لحظة، ويعمل العمال بكل طاقتهم بالرغم من مبيتهم في الاعتصام، ويتبادلون دورياتهم بين الاعتصام والعمل دون توقف، فالشركة هي ملك العمال فمنهم من قضى عمره كله يعمل بكد وجهد وهي مدخل رزقهم. كما أعرب المهندس عبد الرحيم من استياء العمال على وضع الشركة لعدم توافر الإمكانيات الأساسية وأولها فحم الكوك، وهو ما يجعل الشركة تعمل بطاقة مقدارها4% فقط، لافتا إلى أن الشركة تحوى أربعة أفران لم يعمل منها سوى فرن واحد فقط لنقص كمية الفحم.

وفى ذات السياق، أوضح عمال شركة الحديد والصلب أن الشركة هي أفضل شركة على مستوى الشرق الأوسط  في تصنيع الحديد والصلب، بالإضافة إلى تصديرها للسعودية واليمن فهي تنتج في الشهر ما يقارب من 32ألف طن في الشهر .

واتهم العمال الإدارة بالفشل وسوء إدارتها للشركة، مؤكدين أن أشغالهم ومجهوداتهم تتحول إلى خردة، وذلك بسبب سوء التسويق في الشركة،  فالحديد تم إنتاجه منذ ثلاث سنوات، وهاهو في باحات الشركة يعاني الصدأ رغم وجود عملاء له يبوسون الأيادي لشرائه. بالإضافة إلى استياء أحمد الشيخ، عامل شبكات، من فقدان الأمن وانتشار البلطجة، والسرقة، والموت كأنهم كلاب ضالة، مستنكرين رد  فعل الإداريين في وفاة أحد زملائهم فى الأمن أثناء مواجهته مع البلطجية وإرغام عمالها على تحميل إنتاجها من الحديد لصالحهم تحت تهديد السلاح ثم يفرون هاربين وترتب عليه طرد زوجته وأطفاله من سكن الشركة دون تعويضهم ولا مراعاة للظروف التي يمرون بها. من ناحية أخرى، طالب الشيخ من القوات المسلحة الحماية، ففى أثناء الثورة زودت الشركة  بمدرعة واحدة فقط، مؤكدا أن محمد سعد، رئيس الشركة، تفاوض مع البلطجية لحماية الشركة ورفض العمال ذلك وأقيمت مظاهرات فى تلك الأثناء. كما ازدادت صيحات العمال بالعديد من الشكاوى والمتمثلة فى الإهمال الصحي، الإهمال الإداري، عدم توافر معارض خاصة بالشركة لعرض منتجاتهم التي لا تتوقف فقط على الحديد. وصرح العمال أنهم سيجمدون أصواتهم في الاستفتاء على الدستور إذا استمرت الأزمة لذلك الوقت.