أخبار عالمية

لماذا يتربع الدولار على عرش العملات العالمية؟

السبت 04 مايو 2024 02:35 مساءً المشاهدة(100)

الدولار الأميركي هو أقرب شيء لأن يكون عملة عالمية. فهو طريقة الدفع المفضلة للمعاملات الدولية أكثر من أي عملة أخرى. وهو عملة الاحتياط الأساسية للدول في شتى أنحاء العالم، سواء كانت صديقةً أو معاديةً. وتربط عشرات الدول حول العالم قيمة عطاءاتها المحلية به.
 
وتتزامن هيمنة الدولار مع صعود الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية في أعقاب الحرب العالمية الثانية. فمنذ ذلك الحين، يعتمد المستثمرون على الدولار والأصول المقومة به، مثل سندات الخزانة الأميركية لتكون من بين أفضل سبل ادخار الثروة، سواءً في أوقات الرخاء أو الشدة. وما يجذب الناس إلى الدولار هو قوة الولايات المتحدة واستقرارها اللذان لا مثيل لهما. فهي لا تملك أقوى جيش وأكبر اقتصاد في العالم فحسب، وإنما تحكمها أيضاً القوانين وليس أهواء الحكام، مما يضمن درجةً من الثبات السياسي.
 
الدولار الأميركي سلاح مخيف وليس مجرد عملة
 
ميزة أخرى هي أن الأصول المقومة بالعملة الأميركية وفيرة للغاية لدرجة أنها من بين أكثر الأصول "سيولةً" في العالم؛ مما يعني أنه يمكن شراؤها وبيعها بسهولة. ويندفع الناس إلى الدولار حتى عندما تكون الولايات المتحدة نفسها في محنة. وليس أدل على ذلك من أزمة الإسكان التي بدأت عام 2008. حينها ارتفع الدولار بأكثر من 26% مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى في غضون اثني عشر شهراً.
 
1- لماذا الدولار مهيمن للغاية؟
إنه كبير
%88 من معاملات الصرف الأجنبي تتم بالدولار
تعود هيمنة الدولار في جانب منها إلى ضخامة الاقتصاد الأميركي-فحجمه يقارب إجمالي حجم اقتصادات الصين، الثاني عالمياً، واليابان الثالث، وألمانيا، الرابع، مجتمعةً. ويدعم ثقل الولايات المتحدة الاقتصادي أيضاً أسواق رأس المال الأكبر والأكثر سيولة في العالم. فأسواق الأوراق المالية في الولايات المتحدة تفوق نظيراتها في البلدان الأخرى، وتحتضن العديد من أكثر الشركات قيمةً وتقدماً على مستوى العالم. وكذلك فإن أسواق سنداتها هي الأكبر عالمياً، إذ تضخمت سوق سندات الخزانة الأميركية وحدها لتبلغ 27 تريليون دولار. وعندما تحتاج الشركات إلى سيولة نقدية، فإنها تتجه في الأغلب الأعم إلى الأسواق الأميركية، سواءً كان ذلك لبيع الأسهم أو إصدار السندات أو الحصول على القروض.
 
 الدولار القوي جيد لكن ذلك لن يدوم إنه مستقر
 
ربما تكون عبارة "نثق بالله" مطبوعةً على الدولار بفئاته المختلفة، لكن قوة المؤسسات الأميركية هي التي تدعم ثقة الناس به. فغلبة سيادة القانون عادةً ما تمنع الاستخدام التعسفي للسلطة السياسية، وكانت الانتخابات تاريخياً حرة ونزيهة. ويتمتع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بسجل قوي من الحفاظ على استقلاله، على النقيض من البنوك المركزية في العديد من البلدان الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة مستقرة مالياً: فهي من بين عدد قليل من البلدان التي لم تتخلف قط عن سداد ديونها أو تعاني من التضخم المفرط. وهذه الصفات تجعل من الدولار مخزناً جذاباً للقيمة ومن بين الرهانات الأكثر أماناً عندما تتعثر الأسواق.
 
وهو راسخ
يستمد الدولار القوة من وضعه الحالي كعملة العالم الرئيسية. وعلى الرغم من أن عملة الاحتياط العالمية تغيرت على مر القرون، فإن هذا لا يحدث عادة بدون أزمة، وتحول في الهيمنة الاقتصادية، ومرور سنوات عديدة. ففي تسعينيات القرن التاسع عشر، بدأ الجنيه الإسترليني البريطاني يفقد بريقه بعد أن تفوقت الولايات المتحدة على المملكة المتحدة باعتبارها أكبر اقتصاد في العالم. لكن الأمر استغرق نصف قرن آخر، وحربين عالميتين، وأزمة مالية كاملة في المملكة المتحدة حتى يتمكن الدولار من الإطاحة بالجنيه الإسترليني. وبالتقدم سريعاً إلى يومنا هذا، نجد أن العقبات التي تعترض التغيير أصبحت أكبر. وذلك لأن الموارد المالية في العالم أصبحت متماسكةً بشكل أوثق من أي وقت مضى، وهي تدور في فلك الدولار. ومن ثم، فإن استبدال الدولار قد لا يتطلب كارثة اقتصادية أو غيرها من الكوارث الكبرى فحسب، وإنما أيضاً تغييراً شاملاً في طريقة تنفيذ المعاملات المالية.
 
المصدر:بلومبرغ
 



soy

اخبار متعلقة

انخفاض صادرات الولايات المتحدة من OCTG بنسبة 20.7% في مارس مقارنة بشهر فبراير
المشاهدة(18)

ووفقًا لبيانات التصدير الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية، بلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة من السلع الأنبوبية القطرية النفطية (OCTG) 16,933 طن متري في مارس من هذا العام، بانخفاض قدره 20.7% عن شهر فبراير وانخفاض بنسبة 31.2%...المزيد

شركة Liberty Steel تنجح في اختبار المجنتيت لمصنع الصلب الأخضر في Whyalla
المشاهدة(96)

أعلنت شركة ليبرتي ستيل جروب (Liberty Steel Group) التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها أن شركة ليبرتي للمعادن الأولية الأسترالية (LPMA) التابعة لها قد اختبرت ما تنتجه من المغنتيت في منشآت متخصصة في مصر وكندا، وذلك بعد الانتهاء...المزيد

انخفاض صادرات الولايات المتحدة من حديد التسليح بنسبة 43.1% في مارس مقارنة بشهر فبراير
المشاهدة(64)

ووفقًا لبيانات التصدير الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية، بلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة من حديد التسليح 16,356 طن متري في مارس من هذا العام، بانخفاض قدره 43.1% على أساس شهري، وانخفاض بنسبة 25.6% على أساس المزيد

اضف تعليق